الذهب يحقق مكاسب والنفط يتراجع بفعل معطيات السوق

أسواق السلع العالمية تشهد تباينًا ملحوظًا مع استمرار صعود الذهب مقابل تراجع أسعار النفط بفعل مؤثرات اقتصادية وسياسية.

المحتوى
الذهب
النفط

الذهب

يواصل الارتفاع مدعومًا بتوقعات خفض أكبر للفائدة

ارتفعت أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي، ليستقر المعدن النفيس قرب 3,370 دولارًا للأونصة،

وسط دعم قوي من تراجع عوائد السندات الأميركية وتزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أكبر لأسعار الفائدة.
جاء هذا الارتفاع بعد تصريحات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي حث البنك المركزي على تقليص تكاليف الاقتراض بنحو 1.5 نقطة مئوية عن المستوى الحالي،

في خطوة قد تعزز النشاط الاقتصادي وتدفع المستثمرين نحو الأصول التي لا تدر فائدة، مثل الذهب.

التحول في توقعات الأسواق كان واضحًا مقارنة بالشهر الماضي، حين كانت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر أقل من 50%.

أما الآن، فهناك شبه إجماع على خفض بربع نقطة مئوية، مع وجود رهانات على خفض أكبر، وهو ما يدعم أسعار الذهب بشكل ملحوظ.
منذ بداية العام، حقق المعدن النفيس مكاسب تجاوزت 28%، جاء معظمها في الأشهر الأربعة الأولى، بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية عالميًا،

وزيادة مشتريات البنوك المركزية، ما عزز جاذبيته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.

في تعاملات صباح سنغافورة، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى 3,372.03 دولار للأونصة، بينما انخفض مؤشر الدولار الفوري لـ”بلومبرغ” بنسبة 0.1%.

كما سجلت الفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعات طفيفة، في إشارة إلى استمرار الزخم الإيجابي في سوق المعادن الثمينة.
ولا تزال حالة الترقب تسيطر على الأسواق بشأن ما إذا كانت واردات الولايات المتحدة من سبائك الذهب ستخضع لرسوم جمركية،

خاصة بعد الارتباك الذي رفع الفارق بين الأسعار الآجلة في نيويورك والفورية في لندن.

تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدم فرض الرسوم ساهمت في تهدئة الأسواق، لكنها لم تحسم الموقف بسبب غياب تفاصيل رسمية.

النفط

يتراجع إلى أدنى مستوياته في شهرين بفعل توقعات فائض المعروض

في المقابل، تراجعت أسعار النفط لتقترب من أدنى مستوياتها منذ شهرين،

وسط تحذيرات من وكالة الطاقة الدولية بأن سوق الخام قد تواجه فائضًا قياسيًا في الإمدادات خلال العام المقبل.
خام برنت استقر حول 66 دولارًا للبرميل بعد إغلاقه أمس عند أدنى سعر منذ 5 يونيو، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط قرب 63 دولارًا للبرميل.

التقرير الشهري للوكالة أظهر أن المخزونات العالمية مرشحة للنمو بوتيرة أسرع من تلك التي سُجلت خلال عام الجائحة في 2020،
وهو ما يعكس وفرة المعروض نتيجة زيادة الإنتاج خارج “أوبك+”، خاصة في الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية.

كما يترقب المستثمرون القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين،

والتي قد تؤدي إلى تغييرات في العقوبات الأميركية على روسيا،

العضو في تحالف “أوبك+”. وفي تصريحات حادة، حذّر ترمب من “عواقب شديدة” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار،

مما يضفي أبعادًا سياسية إضافية على تحركات أسعار النفط.

منذ بداية العام، تراجع النفط بأكثر من 10%، خاصة بعد أن أنهى تحالف “أوبك+” التخفيضات الطوعية للإنتاج التي كانت قائمة منذ 2023.

البيانات الحكومية الأميركية الأخيرة أظهرت ارتفاع مخزونات الخام بنحو 3 ملايين برميل الأسبوع الماضي، لتسجل أعلى مستوى في شهرين،

إضافة إلى زيادة مخزونات المقطرات والإمدادات في مركز التخزين الرئيسي بكوشينغ في أوكلاهوما.

تقلص الفارق السعري الفوري لخام برنت — الفرق بين أقرب عقدين آجالاً — إلى 49 سنتًا للبرميل من نحو دولار قبل شهر،

وهو ما يعكس تراجع شدة نقص الإمدادات الفورية في السوق العالمية.

الذهب يحقق مكاسب والنفط يتراجع بفعل معطيات السوق

الذهب يحقق مكاسب والنفط يتراجع بفعل معطيات السوق

مواضيع ذات صلة