الذهب والنفط يتألقان وسط تصاعد التوترات التجارية:
تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب والقلق مع اقتراب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب
عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية التي تهدد بإشعال فتيل حرب تجارية شاملة.
وفي ظل هذا المشهد المليء بالغموض، برز الذهب والنفط كأبرز الأصول التي جذبت انتباه المتداولين، كلٌ لأسبابه المختلفة.

المحتوى

الذهب يلمع كملاذ آمن
رسوم جمركية مرتقبة
النفط يستقر رغم التوترات
توازن هش
الملاذات تزداد بريقاً

الذهب يلمع كملاذ آمن وسط القلق العالمي

حافظ الذهب على مستوياته القياسية التي بلغها مؤخراً،
بدعم من موجة شراء قوية تحرّكها مخاوف الأسواق من التداعيات الاقتصادية والسياسية المحتملة.
واستقر المعدن الأصفر عند مستوى 3,125.58 دولار للأونصة،
بعد أن سجّل في الجلسة السابقة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,127.92 دولار.

يأتي هذا الأداء المتميز بعد أفضل ربع سنوي للذهب منذ سبتمبر 1986، حيث ارتفع بنحو 20% منذ بداية عام 2025.
ويرى المحللون، ومن بينهم إيمي غووير من “مورغان ستانلي“، أن الطلب الفعلي القوي على الذهب
وتوجه المستثمرين نحو الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب يعززان هذا الاتجاه الإيجابي.

وبحسب غووير، لا يزال هناك مجال لمزيد من الصعود، متوقعة أن تصل الأسعار إلى ما بين 3,300 و3,400 دولار هذا العام،
وهو ما يتماشى مع توقعات غولدمان ساكس الذي رفع هدفه السعري إلى 3,300 دولار للأونصة.

رسوم جمركية مرتقبة تعزز جاذبية الذهب

يترقب المستثمرون خطاب ترمب يوم الأربعاء، والذي يُتوقع أن يتضمن فرض رسوم شاملة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة،
ما يعزز حالة عدم اليقين التي عادةً ما تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

اللافت أن حيازات الصناديق المدعومة بالذهب ارتفعت بنسبة 6% منذ بداية العام، بعد سنوات من التراجع،
بينما ما زالت الرهانات على تخفيضات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي محدودة، مما يُبقي الذهب جذاباً رغم غياب العوائد.

النفط يستقر رغم التوترات… وترمب يلوّح بعقوبات على المشترين

في المقابل، شهدت أسعار النفط استقراراً نسبياً بعد موجة صعود قوية يوم الإثنين،
مدفوعة بتصريحات ترمب حول إمكانية فرض “تعريفات ثانوية” على الدول التي تواصل شراء النفط من روسيا.

تداول خام برنت لعقود يونيو بالقرب من 75 دولاراً للبرميل، بعدما قفز بنسبة 2.8%،
وهو أقوى ارتفاع له منذ منتصف يناير، في حين تجاوز خام غرب تكساس الوسيط حاجز 71 دولاراً.

ورغم هذه المكاسب، تبقى الأسواق النفطية محاطة بعوامل متضاربة،
تتراوح بين التهديدات الجيوسياسية والعقوبات المفروضة على إيران وروسيا
، من جهة، وتوقعات بزيادة الإنتاج من تحالف أوبك+ من جهة أخرى.

توازن هش في أسواق الطاقة

أنهى النفط الربع الأول من العام عند مستوى مشابه لبدايته، بعد فترة شهدت تقلبات كبيرة.
وقد يتأثر الطلب العالمي على الطاقة سلباً في حال تنفيذ الرسوم الأميركية، ما قد يُضعف من تأثيرات العقوبات على المعروض.

في الوقت نفسه، سجّل القطاع الصناعي في الصين – أكبر مستورد للنفط عالمياً – نمواً هو الأسرع منذ عام،
لكن التوقعات لا تزال غير واضحة بفعل حالة الغموض التي تفرضها التوترات التجارية المقبلة.

الملاذات تزداد بريقاً في عالم متقلب

ما بين التصعيد التجاري، وضبابية السياسات النقدية،
وتصريحات ترمب الحادة، يجد المستثمرون في الذهب ملاذاً آمناً،
وفي النفط أداة للمضاربة على الأحداث الجيوسياسية.
وتُظهر التحركات الأخيرة للأسواق أن التوجه العام يسير نحو التحوط والاستعداد للأسوأ،
في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة من قرارات قد تعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي.

الذهب والنفط يتألقان وسط تصاعد التوترات التجارية

الذهب والنفط يتألقان وسط تصاعد التوترات التجارية

مواضيع ذات صلة