تصعيد ترمب ضد باول يهز الأسواق والذهب يصعد لمستويات تاريخية: شهدت الأسواق العالمية اضطرابات حادة مطلع هذا الأسبوع،
بعد أن صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من هجماته على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول،
وسط تصاعد المخاوف من تسييس السياسة النقدية وتأثيرات الحرب التجارية متعددة الجبهات.
في حين انخفضت الأسهم الأميركية والدولار وسندات الخزانة،
اندفع المستثمرون نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، الفرنك السويسري، والسندات السيادية الأوروبية واليابانية.

المحتوى

موجة بيع واسعة

الذهب يحلّق والفرنك والين يتقدمان

قلق من إقالة باول

ضعف سوق الائتمان

أسعار النفط والعملات تتحرك

الأسواق الآسيوية

الحرب التجارية مستمرة

شركاء تجاريون

تسلا تتراجع

خلاصة

موجة بيع واسعة في الأسواق الأميركية

تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية بقوة يوم الإثنين،
حيث هبط مؤشر “إس آند بي 500“ بأكثر من 2.5% في جلسة تداول ضعيفة بسبب عطلة عيد الفصح.
وترافق ذلك مع انخفاض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.4%،
في حين هوى مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في 15 شهراً.
كما انخفضت سندات الخزانة طويلة الأجل، مما يعكس مخاوف المستثمرين من فقدان الثقة في أدوات الدين الأميركية.

الذهب يحلّق والفرنك والين يتقدمان

في ظل اضطرابات الأسواق، اتجهت الأنظار نحو الذهب،
الذي قفز إلى مستوى قياسي بلغ 3444 دولاراً للأونصة بعد ارتفاعه بنسبة 2.9%.
كما ارتفع الفرنك السويسري بأكثر من 1% مقابل الدولار،
وساهم صعود الين في تراجع الأسهم اليابانية، حيث هبط مؤشر “نيكاي 225” بنسبة 1.3%.

وأفاد “دويتشه بنك” بأن بعض العملاء الصينيين خفّضوا حيازاتهم من السندات الأميركية،
مفضلين السندات الأوروبية عالية الجودة، وسندات الحكومة اليابانية، والذهب كملاذات أكثر أماناً.

قلق من إقالة باول واستقلالية الفيدرالي

أعاد ترمب إشعال التوترات السياسية والاقتصادية بمنشور عبر “تروث سوشال”،
وصف فيه التضخم بـ”شبه المعدوم”، مطالباً بخفض استباقي للفائدة.
وأشار كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني،
إلى أن ترمب يدرس قانونياً إمكانية إقالة باول، مما أثار شكوكاً حول مستقبل استقلالية الفيدرالي.

وقد حذر اقتصاديون ومحللون من تأثيرات هذا المسار،
إذ قال مايكل براون من “بيبرستون” إن إقالة باول “ستؤدي إلى صدمة دراماتيكية في الأسواق”،
بينما اعتبر بول سينغر، مؤسس “إليوت إنفستمنت”،
أن هذه الخطوة قد تُفقد الدولار مكانته كعملة احتياطية عالمية.
كما عبّر كريستوفر وونغ من “أوف سي آي بي سي” عن قلقه من تسييس السياسة النقدية،
محذراً من أن ذلك قد “يُقوّض الثقة في الدولار بشكل كبير”.

وأكد أوستن غولسبي، رئيس الفيدرالي في شيكاغو، على ضرورة بقاء السياسة النقدية مستقلة عن التدخل السياسي،
وهو ما يشكّل أحد أعمدة الاستقرار الاقتصادي، حسب قوله.

ضعف سوق الائتمان وتراجع الإصدارات

امتدت الضغوط إلى سوق الائتمان،
حيث ارتفعت كلفة التأمين ضد تعثر سلة من السندات الاستثمارية الممتازة إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع.
ومن بين ثلاث شركات كانت تدرس إصدار سندات، انسحبت اثنتان، بينما مضت “أميركان إكسبرس” وحدها في الطرح.

أسعار النفط والعملات تتحرك وأوروبا في عطلة

انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2% لتتراجع دون 64 دولاراً للبرميل.
وفي أوروبا، ظلت الأسواق مغلقة بسبب عطلة رسمية، في حين ارتفعت جميع عملات مجموعة العشر أمام الدولار.

الأسواق الآسيوية تعيد التسعير بحذر

في تعاملات الثلاثاء، أظهرت الأسواق الآسيوية رد فعل حذراً،
إذ ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف،
واستقرت عائدات سندات الخزانة، بينما واصل الذهب والنفط تسجيل مستويات قياسية.

الحرب التجارية مستمرة والصناديق المتداولة تكشف التفاوت

رغم تأكيدات ترمب على تقدم مفاوضات الرسوم الجمركية، إلا أن الضغط لم يتوقف.
إذ أظهر تقرير لـ”بيسبوك إنفستمنت غروب” أن صندوق المؤشرات المتداولة المرتبط بـ”إس آند بي 500”
سجل ثاني أسوأ أداء بين 45 صندوقاً متداولاً عالمياً منذ بداية الولاية الثانية لترمب،
بهبوط نسبته 15%. في المقابل، قفز صندوق “بلاك روك” المتتبع للسوق الألمانية بنسبة 11%.

شركاء تجاريون يرفضون التنازلات

في طوكيو، أكد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أن بلاده لن تقدم تنازلات إضافية في مفاوضات الرسوم،
مشيراً إلى أن المحادثات مع واشنطن قد تطول.
وأظهر استطلاع أن 10% من الشركات اليابانية تأثرت سلباً بحملة ترمب التجارية.

وأشار وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو إلى أن طوكيو تتواصل مع شركاء دوليين للتعبير
عن هذه المخاوف خلال الاجتماعات المنتظرة في واشنطن.

في الوقت ذاته، قال مسؤولون في بنك اليابان إنهم لا يرون ضرورة لتغيير سياسة
رفع الفائدة التدريجية رغم حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الأميركية.

تسلا تتراجع ومخاوف من إدارة مشتتة

تراجعت أسهم “تسلا” بنسبة 6.8%، في ظل مخاوف من نتائجها المالية المرتقبة،
حيث قال دان آيفز من “ويدبوش سيكيوريتيز” إن الشركة عند “مفترق طرق”،
داعياً إيلون ماسك إلى التركيز على أعمال الشركة بدلاً من الانشغال بقضايا الإدارة الحكومية.

خلاصة: أزمة ثقة تهز الأسواق العالمية

تصعيد الرئيس ترمب ضد رئيس الاحتياطي الفيدرالي،
إلى جانب استمرار الضبابية في المسار التجاري الأميركي، تسببا في فقدان الثقة بالأصول الأميركية التقليدية.
ووسط هذا التوتر المتعدد الجبهات، يظهر الذهب، والفرنك السويسري،
والسندات الأجنبية كوجهات مفضلة للمستثمرين الباحثين عن الأمان.

تصعيد ترمب ضد باول يهز الأسواق

تصعيد ترمب ضد باول يهز الأسواق

مواضيع ذات صلة