تذبذب في الأسواق العالمية بعد انتعاش ملحمي: تشهد الأسواق المالية العالمية تبايناً ملحوظاً،
بعد موجة صعود قوية قادتها “وول ستريت” في أعقاب الانهيار الذي حدث في أبريل،
ما يعكس مؤشرات تعب وتخوّف متصاعد من مبالغة في تقييم الأسهم.
يأتي هذا وسط تراجع زخم المكاسب في الولايات المتحدة وآسيا،
رغم الدعم المستمر الناتج عن التهدئة التجارية بين واشنطن وبكين، وصفقات كبيرة في الخليج، واتفاقات أوروبية.

المحتوى
وول ستريت
صفقة تاريخية
استمرار الحذر
الدولار في استقرار
استبعاد خفض قريب للفائدة
تباين الآراء
تشبّع في الشراء
عودة المضاربين
اداء السلع

وول ستريت ترتجف بعد قفزة حادة

بعد أن قفز مؤشر S&P 500 بنسبة 22% من أدنى مستوياته في أبريل، عاد ليدخل في موجة من التذبذب،
حيث تراجعت غالبية المجموعات الكبرى، باستثناء أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، التي واصلت الصعود،
بقيادة مؤشر العظماء السبعة (Apple، Alphabet، Nvidia، Amazon، Meta، Microsoft، Tesla) الذي ارتفع بنسبة 1.7%.

كذلك، شهد مؤشر ناسداك 100 صعوداً بنسبة 0.6%،
بدعم من انتعاش سهم إنفيديا (Nvidia) الذي عوّض كامل خسائره لعام 2025،
بينما فقد مؤشر داو جونز الصناعي 0.2%، وارتفع S&P 500 بنسبة 0.1%.

وفي آسيا، تراجعت الأسهم لأول مرة في خمس جلسات، حيث انخفضت المؤشرات في اليابان وأستراليا،
وكذلك العقود الآجلة الأميركية، بينما شهدت أسهم البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ تراجعاً طفيفاً،
في ظل مخاوف من أن تكون المكاسب الأخيرة
مبالغ فيها.

صفقة تاريخية تدفع سهم “بوينغ” للصعود

في سياق موازٍ، قفز سهم بوينغ (Boeing) بعد أن أبرمت الشركة أكبر صفقة في تاريخها
مع الخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات طويلة المدى،
وذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الدوحة.
الصفقة مثلت نقطة مضيئة في يوم تراجعت فيه معظم القطاعات.

استمرار الحذر رغم تهدئة التوترات التجارية

ساهمت التهدئة التجارية بين الولايات المتحدة والصين،
إضافة إلى اتفاق مع المملكة المتحدة وصفقات مهمة في الخليج العربي، في تبديد بعض المخاوف.
كما أعلنت الصين تعليق القيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة وبعض التقنيات العسكرية،
عقب اتفاق مع واشنطن على خفض مؤقت للتعريفات لمدة 90 يوماً.

ورغم هذه الإيجابيات، حذر مارك هاكيت من شركة Nationwide
من أن السوق انتقلت بسرعة “من حالة بيع مفرط إلى شراء مفرط”،
مضيفاً أن هذه الحالة قد تعرقل استمرار الصعود في غياب تسارع اقتصادي ملموس.

عوائد السندات ترتفع والدولار في استقرار

شهدت أسواق السندات الأميركية عمليات بيع يوم الأربعاء،
ما رفع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.53% (بزيادة 7 نقاط أساس)،
وهي أعلى مستوياتها خلال نحو شهر.
كما ارتفعت عوائد السندات لأجل عامين إلى أعلى مستوى منذ مارس.

وأفادت بلومبرغ أن الولايات المتحدة لا تعتزم تضمين التزامات نقدية في الاتفاقيات التجارية،
ما ساهم في تقليص خسائر الدولار، بينما استقر مؤشر الدولار بلومبرغ دون تغيير يُذكر.

استبعاد خفض قريب للفائدة… وموقف الفيدرالي حذر

وسط هذه التحركات، انضمت TD Securities إلى بنوك أخرى في توقع تأجيل الاحتياطي الفيدرالي لأي خفض للفائدة،
في حين توقفت عقود المبادلة عن تسعير خفضين للفائدة هذا العام.

في هذا الإطار، أكدت أوستان غولسبي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أن البيانات الاقتصادية مستقرة،
مشددة على عدم الاستجابة لتقلبات الأسواق اليومية.
بينما حذر فيليب جيفرسون، نائب رئيس الفيدرالي، من أن الرسوم الجمركية والغموض المصاحب لها قد تبطئ النمو وتزيد التضخم،
لكنه أشار إلى جاهزية السياسة النقدية للتعامل.

بدوره، أوضح كريشنا غوا من Evercore أن تصريحات جيفرسون تميل إلى التيسير بعد نبرة متشددة سابقاً،
ما يعكس حذراً متواصلاً لدى قادة الفيدرالي رغم إشارات التهدئة مع الصين.

تباين الآراء حول مستقبل السوق

رأى محللو Goldman Sachs بقيادة بيتر أوبنهايمر أن الانتعاش الأخير “جاء سريعاً جداً”،
ويشبه نمط الأسواق الهابطة المدفوعة بالأحداث،
مؤكدين أن فرص الصعود تبقى محدودة إذا عادت البيانات الاقتصادية الضعيفة لإثارة مخاوف الركود.

في المقابل، أعرب ريك غاردنر من RGA Investments عن تفاؤله قائلاً: “العودة القوية بقيادة التكنولوجيا تعكس انتقالاً نوعياً،
بعد أشهر من الأداء الباهت”، متوقعاً استمرار الصعود، لا سيما في ظل تنامي الثقة في الذكاء الاصطناعي وتراجع التوترات التجارية.

تشبّع في الشراء ومؤشرات تصحيح

حذّر مات مالي من Miller Tabak من أن السوق دخلت منطقة تشبّع شراء،
حيث سجل مؤشر القوة النسبية أعلى مستوياته منذ يوليو،
ولامس مؤشر الخوف/الطمع من CNN منطقة “الطمع الشديد”.
مع ذلك، أشار كريغ جونسون من Piper Sandler إلى أن أي تراجعات معتدلة قد تمثل فرصاً للشراء،
لا سيما في القطاعات ذات القوة النسبية.

عودة المضاربين… والرهان على الخاسرين

وفي تطور لافت، كشفت تقارير عن أن مكاتب التداول في Citigroup و JPMorgan بدأت رهانات جديدة على أسهم الشركات الصغيرة،
ومعدات التكنولوجيا، وشركات البناء التي تخلفت عن موجة الصعود الأخيرة.
كما أكد ستيوارت كايزر من “سيتي” اهتمامه بالأسهم ذات الأوضاع المالية الأضعف.

وأشار دانيال سكلي من Morgan Stanley إلى أن “الرسوم الجمركية” لا تزال تمثل عاملاً غامضاً،
داعياً إلى الشراء عند التراجعات بدل مطاردة الارتفاعات.

أما ديفيد ليفكوفيتز من UBS Global Wealth Management، فرأى أن “الرؤية المحايدة ليست سلبية”،
متوقعاً أن يستمر السوق الصاعد خلال العام المقبل، رغم احتمالية تأثير سلبي محدود من ضعف البيانات الاقتصادية.

الذهب يرتفع والنفط يتراجع

ارتفع الذهب بعد خسائر بلغت 2.3% في الجلسة السابقة، ليعكس تعافياً محدوداً،
في حين انخفض النفط لليوم الثاني على التوالي،
بعد تقرير حكومي أظهر ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بأكبر وتيرة منذ شهرين.

تذبذب في الأسواق العالمية بعد انتعاش ملحمي

تذبذب في الأسواق العالمية بعد انتعاش ملحمي

مواضيع ذات صلة