تصاعد أسعار النفط بفعل التزام سعودي وروسي بخفض الإمدادات
ارتفعت أسعار النفط في السوق العالمية بشكل ملحوظ بعد تأكيد المملكة العربية السعودية وروسيا
على التزامهما بخفض إمدادات النفط بمقدار أكثر من مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام.
هذا الإعلان الهام جاء من دولتين تعتبران ذات وزن ثقيل في اتفاق “أوبك+”.
المحتوى
التفاصيل
التفاصيل
في هذا السياق، شهد سعر خام برنت، الذي يُعد المعيار العالمي لأسعار النفط، ارتفاعًا ليتجاوز 85 دولارًا للبرميل،
فيما اقترب سعر خام غرب تكساس الوسيط من حاجز 81 دولارًا للبرميل.
هذا الارتفاع جاء بعد تدهور أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة بسبب عوامل متنوعة،
منها تصاعد التوترات في الشرق الأوسط نتيجة للهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر.
مع ذلك، تبدو هذه المكاسب قد تبددت بشكل ملحوظ نتيجة للتطورات الإقليمية والعالمية.
على الصعيدين الإقليمي والعالمي، يتزايد القلق بشأن توترات المنطقة وتأثيرها على إمدادات النفط،
حيث تعتبر المنطقة الشرق الأوسط مصدرًا حيويًا للنفط على مستوى العالم.
علاوةً على ذلك، تصاعدت المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي على النفط،
حيث أثر الانكماش المفاجئ في قطاع التصنيع الصيني الشهر الماضي على توقعات التعافي الاقتصادي العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، تزايدت المخزونات النفطية الأمريكية، مما أضاف ضغوطًا إضافية على أسعار النفط.
وحتى عوامل أخرى مثل انخفاض قيمة الدولار لم تكن كافية لوقف الانخفاض في أسعار النفط.
هذا يعكس حقيقة أن اقتصاديات العالم تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي.
في هذا السياق، أشارت فاندانا هاري، مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” (Vanda Insights)،
إلى أن الوضع الحالي يمكن تصوّره على أنه عملية إعادة تسعير بطيئة ومتقلبة للنفط الخام.
وأكدت أن الأمور تتوقف أساسًا على جانب العرض، حيث يبدو أن “أوبك+” ستستمر في الالتزام بأهداف الإنتاج حتى نهاية العام.
في الوقت نفسه
شهد الشرق الأوسط استمرار تصاعد التوترات والصراعات،
حيث قامت إسرائيل بتصعيد هجومها على قطاع غزة، في حين سعت واشنطن لتوسيع جهودها الدبلوماسية للحد من الصراع.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بغداد بهدف تجنب اتساع رقعة الصراع، والتقى أيضًا بالرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية.
فيما يتعلق بسوق النفط، قررت أرامكو السعودية الاحتفاظ بأسعار البيع الرسمية لشهر ديسمبر دون تغيير للعملاء الآسيويين، مع زيادة أسعار بضعة أصناف.
وتركت جميع الأسعار للأسواق الأمريكية دون تغيير، بينما خفضت الأسعار للأسواق الأوروبية نظرًا لضعف الطلب في هذه المنطقة.
إجمالًا، يبدو أن أسعار النفط تتأثر بعدد من العوامل المعقدة، منها الأحداث الإقليمية والعالمية، وضع
ف الطلب الاقتصادي العالمي، والتوترات السياسية والدبلوماسية.
تبقى مستقبل أسعار النفط غير مؤكد، ومن المهم متابعة التطورات في هذا السوق بعناية.
تصاعد أسعار النفط بفعل التزام سعودي وروسي بخفض الإمدادات