تراجع أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأمريكية
تراجع أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأمريكية: أشارت بيانات معهد البترول الأمريكى (API) يوم الثلاثاء (23 فبراير 2021) إلى الارتفاع في مخزونات النفط الخام للأسبوع الماضي المنتهي في 19 فبراير بمقدار 1.026 مليون برميل.
وكانت توقعات المحللون بتراجع المخزون بمقدار 5.190 مليون برميل لهذا الأسبوع.
وذكرت (API) في بيانتها للأسبوع السابق، أن التراجع في مخزونات النفط الخام الأمريكية وصل إلى 5.8 مليون برميل،
بعدما كانت توقعات المحللون بتراجع 2.429 مليون برميل من المخزون.

أسعار النفط الأسبوعية
ارتفعت اسعار تداول النفط يوم الثلاثاء قبل نشر البيانات بسبب تناقص إمدادات النفط نتيجة لإغلاق النفط والغاز فى الولايات المتحدة.
في منتصف يوم الثلاثاء، و قبل إصدار البيانات، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط WTI بمقدار 0.33 دولار أمريكي في اليوم (+0.53٪) حيث وصل إلى 62.03 دولار – بزيادة 1 دولار تقريبًا عن نفس الوقت من الأسبوع الماضي.
وكان خام برنت قد ارتفع بمقدار 0.52 دولار في ذلك الوقت (+0.82٪) ووصل إلى 65.83 دولار – بزيادة أكثر من دولار في الأسبوع.
بعد نشر بيانات معهد البترول الأمريكي، تم تداول خام غرب تكساس الوسيط بسعر 61.91 دولار، بينما تم تداول خام برنت بسعر 65.71 دولار.
تراجع أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة – الصورة للتوضيح فقط – 17:30 بتوقيت دبي – 24/2/2021 – إيفست ويب تريدر – تداول من المتصفح
معدلات إنتاج االطاقة الأسبوعية
وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة، انخفض إنتاج الولايات المتحدة اليومي للنفط بمقدار 200 ألف برميل ليصل إلى 10.8 مليون برميل يوميًا.
وقد أفادت معهد البترول الأمريكي بوجود مخزون قليل من البنزين بلغ 66 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 19 فبراير بعد زيادة 3.9 مليون برميل في الأسبوع السابق. وكانت توقعات المحللون بتراجع 3.062 مليون برميل خلال الأسبوع.
وقد شهدت مخزونات التقطير انخفاضًا بلغ 4.489 مليون برميل خلال الأسبوع، بعد انخفاض بلغ 3.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
كما ارتفعت مخزونات كوشينغ بمقدار 2.783 مليون برميل. و انخفضت فى الأسبوع الماضى بمقدار 3.0 مليون برميل.

توقعات حول اجتماع أوبك القادم
أفادت الأنباء أن قادة تحالف أوبك، السعودية وروسيا، يختلفان مرة أخرى حول إدارة إمدادات النفط قبل اجتماع حاسم آخر للمجموعة الأسبوع القادم .
لم ينس سوق النفط كارثة مارس الماضي، عندما اختلفت روسيا والسعودية حول كيفية معالجة توقف الطلب فى بداية الوباء وفسخت اتفاقية أوبك لمدة شهر .
وفقًا لوكالة بلومبرج، من المتوقع أن المملكة العربية السعودية،
في اجتماعات 3-4 مارس ستقرر مع تحالف أوبك ثبات الإنتاج في أبريل.
ومن المتوقع أيضًا أن تكون مقترحات روسيا لصالح المزيد من تخفيف تخفيضات الإنتاج،
خاصة أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال في وقت سابق إن أسوق النفط العالمية كانت متوازنة وأن سعر النفط الحالي يعكس وضع السوق.
ولذلك، فإن السعودية وروسيا سيبحثان مرة أخرى في اجتماع أوبك كيفية إدارة العرض إلى السوق.
قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الأسبوع الماضي،
إن منتجي النفط بحاجة إلى أن يظلوا حذرين للغاية بسبب ارتفاع حالة عدم الاستقرار في السوق.
وقد سبق وأن ساعدت المملكة العربية السعودية أوبك، من خلال خفضها الإضافي للإنتاج البالغ مليون برميل يوميًا في فبراير ومارس،
لكن لا يزال الطلب أضعف نسبياً، خاصة خارج آسيا.
وكان هذا الخفض السعودي الإضافي أحد العوامل التي دعمت ارتفاع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة.
ومع ارتفاع سعر النفط إلى أكثر من 60 دولاراً للبرميل، يعتقد المحللون أن أعضاء أوبك،
وخاصة روسيا، من المتوقع أن يقترحوا تخفيف حدة التخفيضات بداية من أبريل.

نتائج إضطراب أسعار النفط
بسبب ارتفاع أسعار النفط، أوقفت العراق صفقة مدفوعة مسبقًا، لتوريد النفط مع شركة صينية والذي جعل الصفقة أقل ربحًا مما كانت عليه قبل شهرين.
نقلت وكالة رويترز، حديث لوزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار مع قناة أخبارية قائلًا “كانت لدينا مخاوف من أن أسعار النفط لن ترتفع فوق 40 دولارًا عندما أعلنا عن هذه الصفقة للمرة الأولى في تاريخ العراق”.
أدي تقلص المخزونات العالمية من النفط الخام واضطراب الإنتاج والتكرير في تكساس بسبب التغيرات الجوية الأسبوع الماضي،
إلى انتعاش الأسعار بما فاق توقعات أوبك و أعضائها.
كانت الصفقة المدفوعة مسبقًا – الأولى من نوعها في تاريخ العراق – حيث سعت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) إلى الحصول على صفقة دفع مسبق لمدة خمس سنوات كان من المفترض أن تبدأ في يناير 2021 وتنتهي في ديسمبر 2025.
وقالت الشركة أنها بمثابة خطة عاجلة لتعزيز ميزانية الدولة والتغلب على الأزمة المالية.
” لدينا التزامات تجاه اوبك بخفض الانتاج وعلينا ان نسدد ديون الشركات الاجنبية وعلينا أيضًا ان نبقي اقتصادنا قائما ولهذا السبب نحتاج الى أموال نقدية مقدمًا لبعض مبيعاتنا النفطية”.
بلغ حجم الصفقة ملياري دولار، وكانت مع شركة تشن هوا الصينية، وهي قسم من شركة الدفاع المملوكة للدولة نورينكو.
و التى تدير مصفاة تكرير 120 ألف برميل يوميًا، لذا كانت الصفقة إيجابية للغاية بالنسبة للشركة الصينية لأنها ضمنت لها أسعار نفط منخفضة للسنوات الخمس المقبلة. وفي حالة إلغاء الصفقة، سيخسر العراق مشتري محتمل لخامه إذا احتاج مرة أخري إلى اللجوء إلى صفقات الدفع المسبق.

التطور في معدلات توريد النفط
بلغت واردات النفط الخام من الهند لكندا والولايات المتحدة 11% من واردات الهند للنفط الخام في يناير الماضي – وهو رقم قياسي من النفط الخام في أمريكا الشمالية لثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
بلغ اجمالى واردات الهند من النفط الخام في يناير الماضي حوالى 4.8 مليون برميل يوميًا،
بانخفاض عن أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات فى ديسمبر.
وفي ديسمبر 2020، تشير التقديرات إلى ارتفاع واردات الهند من النفط الخام بنسبة 29% مقارنة بشهر نوفمبر،
و11.6% مقارنة بديسمبر 2019، إلى أكثر من 5 ملايين برميل بمعدل يومي.
وكان هذا أعلى مستوى استيراد على مدار ثلاث سنوات.
وفى يناير انخفضت واردات الهند منذ ديسمبر، لكن الطلب على النفط الخام من الولايات المتحدة وكندا زاد مع زيادة الطلب على البنزين .
رغم انخفاض حصة الشرق الأوسط من واردات الهند إلى 61%، وهو أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر، بسبب انخفاض الإمدادات من أكبر موردين، العراق والمملكة العربية السعودية، اللذين حدا من بعض الصادرات كجزء من اتفاقية أوبك.
تضاعفت واردات الهند من الولايات المتحدة تدريجيًا حتى وصلت إلى 367 ألف برميل يوميًا في يناير،
مما جعل الهند رابع أكبر مورد للنفط الخام بعد العراق والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
في الأشهر الأخيرة، وفي الوقت الذي ألتزمت فيه أكبر منتجي أوبك بتخفيض إمدادات الخام العالمية كجزء من اتفاقية أوبك.
كانت الهند تتزود بالمزيد والمزيد من النفط في صفقات فورية مع المصدرين خارج الشرق الأوسط.
كما عززت مصافي التكرير الهندية وارداتها من المصدرين مثل الولايات المتحدة ونيجيريا،
المنتجة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في غرب أفريقيا، التي تبيع درجات خام أخف.