النفط يرتفع بحدة بعد قرارات أوبك الأخيرة
النفط يرتفع بحدة : أعلن معهد البترول الأمريكي (API) أمس، الثلاثاء 5 يناير 2021،
عن تراجع بمقدار 1.663 مليون برميل من النفط الخام في مخزونات النفط الخام الأمريكية للأسبوع المنتهي في 1 يناير.
في الوقت الذي شهدت فيه المخزونات انخفاضًا قدره 4.785 مليون برميل من مخزونات النفط الخام للأسبوع السابق المنتهي في 25 ديسمبر أيضًا،
بينما سجلت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) انخفاضًا قدره 6.1 مليون برميل.

عوامل أثرت على أسعار النفط
أرتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي يوم الثلاثاء بعد أنباء عن قيام السعودية بالتطوع بإجراء تخفيضات في إنتاجها النفطي،
كما اشتد التوتر السياسي الدولي بشأن احتجاز إيران لسفينة كورية جنوبية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.51 دولار أو( 4.9٪) لتصل إلى 53.60 دولار للبرميل.
وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) تسليم فبراير مرتفعًا 2.31 دولار
أو( 4.9) بالمئة ليستقر عند 49.93 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية.
مبادرة السعودية لصالح استقرار النفط
قامت المملكة العربية السعودية بإجراء تخفيضات تطوعية إضافية في معدل إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا في فبراير ومارس.
هذه التخفيضات تأتي في إطار اتفاق لإقناع المنتجين من المجموعة المكونة
من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بالإبقاء على الإنتاج مستقرًا
وسط مخاوف من أن الإغلاق الجديد لفيروس كورونا سيضر بالطلب على النفط.
واستأنفت أوبك المحادثات يوم الثلاثاء بعد أن وصلت إلى طريق مسدود بشأن مستويات إنتاج النفط في فبراير هذا الأسبوع.
نتائج اجتماع أوبك الأخير
بعد توقف المحادثات يوم الاثنين، تم تمديد اجتماع أوبك إلى الثلاثاء 5 يناير 2021،
واتفقت المجموعة على رفع إنتاج النفط بمقدار 75 ألف برميل يوميًا عن مستويات يناير،
وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن أوبك بعد الاجتماع.
أدى إعلان المملكة العربية السعودية المتأخر بعد الاجتماع إلى ارتفاع أسعار النفط
– حيث خفضت المملكة العربية السعودية طواعية مليون برميل إضافية يوميًا في فبراير ومارس فوق حصتها الحالية
– كل ذلك في الوقت الذي يقوم فيه حلفاء أوبك بزيادة الإنتاج.
لم توافق أوبك على مستويات الإنتاج لشهر فبراير فقط، بل وافقت على مستويات الإنتاج لشهر مارس أيضًا.
سيشهد مستوى إنتاج مارس زيادة إضافية بمقدار 120 ألف برميل يوميًا عن مستويات فبراير، أو 195 ألف برميل يوميًا عن مستويات يناير.
قد تم تحديد حصص الإنتاج لشهر مارس بالفعل، وسيتم تحديد حصص الإنتاج لشهر أبريل في اجتماع فبراير.
وفي الاجتماع السابق الذي عقد في ديسمبر تم تغيير إجمالي تخفيضات الإنتاج
إلى 7.2 مليون برميل يوميًا لشهر يناير بدلًامن 7.7 مليون برميل يوميًا.
لكن بالإضافة إلى التخفيضات الطوعية للسعودية، سيصل إجمالي تخفيضات الإنتاج في فبراير إلى 8.125 مليون برميل يوميًا،
وسيبلغ إجمالي التخفيضات في مارس 8.05 مليون برميل يوميًا.
فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، لا توجد تغييرات على حصة الإنتاج الرسمية لشهر فبراير أو مارس.
ولا توجد تغييرات على حصص الإمارات أو العراق.
بالنسبة لأوبك، لا توجد تغييرات لشهر فبراير على الحصص الفردية.
وبالتالي، فإن كل الزيادات في الإنتاج تذهب إلى الدول غير الأعضاء في أوبك، مثل كازاخستان وروسيا.
وبالفعل، ستزيد روسيا إنتاجها من 9.119 مليون برميل يوميًا في يناير،
إلى 9.184 مليون برميل يوميًا في فبراير، و9.249 في مارس.
ويعتبر الحلفاء هم الوحيدون الذين سيحصلوا على زيادة في حصص الإنتاج خلال الشهرين القادمين،
وبالتالي فإن أوبك تتحمل المزيد من الأعباء في عملية تخفيض الإنتاج،
مما يعني أن روسيا سيكون لها دور في الأيام القادمة، خاصة وأن أوبك أصبحت ليس وحدها المؤثر الوحيد على السوق.
وبغض النظر عن حيثيات القرار وكيف حدث، إلا أن سوق النفط قد شهد انتعاشة جيدة،
حيث ارتفعت الأسعار في فترة ما بعد الظهيرة، وارتفع خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط بأكثر من 5%، وبرنت بقرابة 5%.

توقعات حول انتعاش سوق النفط في عام 2021
بعد أن تعرضت صناعة النفط للانهيار في عام 2020، أتت بوادر الاستقرار،
وبدأ التعافي البطيء لأسعار النفط الخام، ولشركات النفط.
تخوض أسعار النفط حاليًا بحذر في نطاق 50 دولارًا حيث أدت موجة جديدة من الإغلاق إلى توقف العالم الغربي مرة أخرى.
ومع ذلك، فإن الطلب على النفط في آسيا يعود إلى مستويات ما قبل الوباء والسوق بدأ بالاستقرار.
ارتفعت أسعار أسهم الشركات الكبرى مثل Exxon و Shell منذ بداية عام التداول.
وبدأت Reconnaissance Energy Africa التفوق الملحوظ في أدائها،
حيث أنها شركة صغيرة قامت بتأمين حقوق النفط والغاز لحوض رسوبي كامل في ناميبيا وبوتسوانا –
وكلاهما صديق للغاية للتنقيب عن النفط، مع رسوم ملكية منخفضة للغاية (5٪)
واحتمالات اكتشاف ما يقدر بنحو 120 مليار برميل من النفط (نعم ، 120 مليار).
استمرار المخاوف من تأثير فيروس كورونا على النفط
طبقًا لوثيقة داخلية أصدرتها أوبك بتاريخ الأثنين، ألقت فيها الضوء على مخاطر الهبوط
وشددت على أن “إعادة تطبيق إجراءات احتواء فيروس كورونا عبر القارات،
بما في ذلك الإغلاق الكامل، يحد من انتعاش الطلب على النفط في عام 2021”..
بعد انتشار فيروس كورونا بهذه الشراسة، أدى إلى تراجع الطلب العالمي على النفط،
ودخلت المملكة العربية السعودية في خلاف مع روسيا على حصص الإنتاج،
حيث تبحث الأخيرة عن رفع مستوى الإنتاج بينما ترى الأولى أن الوقت غير موات لرفعه،
مما أدى إلى حدوث خلافات أضرت بالأسعار، وجعلت النفط يتراجع للثلاثينات.
الآن وعلى الرغم من هذه القرارات الأخيرة التي دعمت النفط، إلا أنه مازال هناك ضغوط على السلعة
التي تعاني منذ 2020، حيث يضرب الوباء بسلالته الجديدة أماكن كبيرة حول العالم،
وتتزايد الإصابات بشكل يومي، وتفرض قيود أكثر صرامة لمواجهة الفيروس.
