النفط الخام في قفزة جديدة في الأسعار بعد انخفاض المخزونات الأمريكية

النفط الخام في قفزة جديدة في الأسعار : أعلن معهد البترول الأمريكي (API) أمس، الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020، عن انخفاض قدره 4.785 مليون برميل من النفط الخام في مخزونات النفط الخام الأمريكية للأسبوع المنتهي في 25 ديسمبر.

وذلك بعد زيادة قدرها 2.700 مليون برميل في مخزونات النفط الخام للأسبوع السابق المنتهي في 18 ديسمبر،
في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاضًا  قدره 0.6 مليون برميل.

وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 131 ألف برميل، وتراجعت مخزونات نواتج التقطير بواقع 1.88 مليون برميل،
مما خفف القلق بشأن توقعات الطلب على الطاقة وسط سلالة جديدة من فيروس كورونا والتي من المحتمل أن تزيد من تقييد السفر الدولي.

 كما توقع محللون أن يظهر التقرير الحكومي الرسمي يوم الأربعاء أن إمدادات الخام الأمريكية الأسبوعية قد انخفضت بمقدار 2.6 مليون برميل الأسبوع الماضي.

وفي الأسبوع السابق، أعلن معهد البترول الأمريكي عن زيادة مخزونات النفط بمقدار 2.70 مليون برميل، بعد أن توقع المحللون سحب 3.135 مليون برميل.

معدلات التغير في أسعار النفط الأسبوعية

ارتفعت أسعار النفط قبل إصدار البيانات يوم الثلاثاء تفاؤلًا بشأن التحفيز على زيادة الولايات المتحدة مدفوعات المساعدات لمواجهة الوباء التي وقعها الرئيس دونالد ترامب ومجلس النواب يوم الاثنين، حيث أنه من المفترض أن تساعد هذه الخطوة على زيادة الطلب وتشجع المستثمرين على تحمل المزيد من المخاطر على أمل تقوية النمو الاقتصادي.

لكن، مازالت المكاسب محدودة نتيجة لخطة أوبك لزيادة إنتاج النفط تدريجيًا في بداية العام الجديد على الرغم من حالات الإغلاق وانخفاض الطلب.

قبل إعلان بيانات معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 0.41 دولار (+ 0.86٪) إلى 48.03 دولار،
بارتفاع قدره 0.8 دولارًا للبرميل على مدار الأسبوع.

كما ارتفع مؤشر خام برنت القياسي في اليوم بمقدار 0.44 دولار في ذلك الوقت (+ 0.87٪) إلى 51.30 دولارًا – بارتفاع 1 دولار تقريبًا للبرميل على مدار الأسبوع.

في الساعة 4:36 مساء الثلاثاء تم تداول مؤشر خام غرب تكساس الوسيط بتوقيت شرق الولايات المتحدة عند 47.99 دولارًا أمريكيًا،
بينما تم تداول خام برنت عند 51.07 دولارًا أمريكيًا.

أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) تسليم فبراير على ارتفاع 38 سنتًا، أو 0.8٪،
مرتفعة عند 48.00 دولارًا أمريكيًا للبرميل في بورصة نيويورك التجارية. في حين استقرت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير على ارتفاع 23 سنتًا، أو 0.5٪،
عند 51.09 دولارًا للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة.

معدلات إنتاج الطاقة الأسبوعية

وفقًا لإدارة معلومات الطاقة –  استقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط عند 11.0 مليون برميل يوميًا للأسبوع المنتهي في 18 ديسمبر –
وذلك أقل 2.1 مليون برميل يوميًا من أعلى مستوى على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يوميًا في مارس.

كما أعلن معهد البترول الأمريكي عن تراجع مخزونات البنزين بمقدار 718000 برميل من البنزين للأسبوع المنتهي في 25 ديسمبر –
مقارنة مع تراجع الأسبوع السابق البالغ 224000 برميل. بينما كان المحللون يتوقعون زيادة 1.778 مليون برميل هذا الأسبوع.

كما تراجعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.877 مليون برميل الأسبوع، مقارنة بزيادة الأسبوع الماضي بمقدار 1.03 مليون برميل،
و ارتفعت مخزونات كوشينج هذا الأسبوع بمقدار 131 ألف برميل.

تأثير القرارات الأخيرة على سوق النفط

قفزت أسعار النفط يوم الثلاثاء بعد أن صوّت مجلس النواب الأمريكي الذي يقوده الديمقراطيون
يوم الأثنين على تلبية طلب الرئيس دونالد ترامب بدفع 2000 دولار للأمريكيين ضمن عمليات الإغاثة من فيروس كورونا،
مما ساهم في زيادة الطلب على النفط.

لكن لا تزال المخاوف بشأن عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا تقلل من المكاسب على المدى القصير.

وطبقًا لقرارات الاجتماع السابق لمنظمة أوبك + (منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء من بينهم روسيا)،
والتى كان من شأنها تقليص تخفيضات إنتاج النفط القياسية هذا العام لدعم السوق.

ومن المقرر أن تزيد المجموعة إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في يناير،
وتدعم روسيا زيادة أخرى بنفس الكمية في فبراير.على أن تستمر هذه الزيادة حتى أبريل.

وكان يُنظر إلى هذا القرار على أنه حل وسط بين الداعمين الأكثر عدوانية لمزيد من التخفيضات العميقة
مثل المملكة العربية السعودية ومن يتوقون إلى استئناف نمو الإنتاج مثل العراق وروسيا.

وقد رحب المتداولين بأخبار قرار أوبك + الذين كانوا متفائلين بالفعل بشأن تعافي الطلب بفضل أخبار اللقاحات الإيجابية.

استعادت أسعار النفط بعض خسائرها منذ بداية الوباء على خلفية تلك الأنباء الإيجابية وظلت مرتفعة حتى بعد أن خفضت أوبك توقعاتها للطلب لعام 2021.

وطبقًا بيانات الجمارك الفيدرالية الروسية، نقلاً عن منفذ تحليلات الشحن المحلي SeaNews،
انخفضت صادرات النفط الخام الروسية بنسبة 10.4% من حيث الحجم على أساس سنوي في الفترة من يناير إلى أكتوبر، بسبب انخفاض الطلب واتفاق أوبك +.

كما تراجعت قيمة صادرات روسيا من النفط الخام بما يزيد عن 40% في نفس الفترة بسبب انخفاض أسعار النفط مقارنة بمتوسط ​​سعره في العشرة أشهر الأولى من عام 2019.

وانخفضت قيمة صادرات النفط الخام الروسي بنسبة 40.6% بين يناير وأكتوبر 2020،
كما بلغت قيمته 60.326 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقًا لبيانات مصلحة الجمارك الفيدرالية الروسية.

في أكتوبر 2020 فقط، تراجعت كمية صادرات النفط الخام الروسي بنسبة 25.3 % مقارنة بأكتوبر 2019،
وانخفضت بنسبة 0.9 % مقارنة بشهر سبتمبر 2020.

كما تراجعت قيمة صادرات الخام الروسي بنسبة 51.9 % سنويًا في أكتوبر، حيث كانت قيمة الصادرات 5.13 مليار دولار أمريكي.

السلالة الجديدة من الفيروس وتطورات أسعار النفط

تسببت السلالة الجديد من فيروس كورونا في إعادة فرض قيود الحركة داخل المملكة المتحدة،
مما أدى إلى تراجع الطلب على المدى القريب والتأثير بسلبية على الأسعار،
في حين ارتفعت حالات دخول المستشفيات والإصابات في أجزاء من أوروبا وأفريقيا.

ولكن هناك أخبار إيجابية بأن أسعار النفط قد تكتسب قوة مع زيادة برامج التطعيم في جميع أنحاء العالم العام المقبل.

حيث أن التفاؤل بشأن اللقاحات له القدرة على التغلب على المخاوف بشأن فيروس كورونا.

كما قالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأمريكية يوم الأثنين أن المتداولين
رفعوا صافي عقودهم الآجلة للخام الأمريكي وخياراتهم في الأسبوع المنتهي في 21 ديسمبر.